كتب: سيد عبدالقادر
لقي ثلاثة عمال بنغاليين من بينهم شقيقان حتفهم في غرفة نومهم، بعد حريق شب فجر الجمعة في البيت الذي يسكنونه في جد حفص بجوار نادي الشباب القديم، فيما نجا الشقيق الثالث مع مجموعة أخرى من العمال قفز بعضهم وهرب الآخر، وأتت النيران على البيت الذي بني منذ حوالي نصف قرن، وأدت إلى سقوط جزء من السقف فأصبح البيت كله آيلا للسقوط مما عجل بهدمه بجرافة استعانت بها قوت الدفاع المدني ظهر أمس.وقال أحد الجيران إن النيران اشتعلت لسبب غير معلوم في حوالي الساعة الثالثة والنصف، وفوجئنا بألسنة اللهب تتصاعد لعدة أمتار، وحوصر عدد من العمال الذين
لم يتمكنوا من الهروب من باب البيت إلى السطح وقام بعضهم بالقفز إلى الحارة الضيقة التي يوجد بها البيت.
وأضاف شاب بحريني يسكن في البيت الملاصق: وضعنا لهم سلما خشبيا تمكنوا من النزول عليه بسلام، وعلى الفورحضرت قوات الدفاع المدني والشرطة وبدأت عملية الإنقاذ.
وروى شهود الواقعة أن المتوفين الثلاثة كانوا ينامون في غرفة واحدة، لها نافذة نصفها الأعلى مغلق بقضبان حديدية، ونصفها الأسفل مغلق بواسطة مكيف للهواء، وتم انتزاع المكيف ولم يكن هناك أثر للنار لكن بدا أن الثلاثة قد توفوا نتيجة الاختناق، ثم سقط عليهم سقف الغرفة فيما بعد، وشوهد الشقيق الثالث للمتوفيين ينتحب بجوار البيت بعد أن علم بنبأ وفاة شقيقيه، وقد عثرت قوات الدفاع المدني على جثثهم متفحمة بعد انطفاء النيران.
وعلمت أخبار الخليج أنه فور إخطار النيابة بالواقعة انتقل رئيس النيابة أسامة العوفي إلى مكان الواقعة في حوالي الخامسة والربع صباحا، ومعه وكيل النيابة نواف العوضي، حيث قاما بإجراء المعاينات للجثث والمكان، وتم انتداب فريق مسرح الجريمة لرفع العينات وبيان سبب الحريقِ، كما تم انتداب الطبيب الشرعي.
وقد بدأت النيابة عصر أمس الاستماع لأقوال صاحب البيت، وعدد من الأشخاص الذين كانوا موجودين في المكان، وعدد من العمال قاطني البيت.
ولم يتمكن أحد من العمال أو الجيران من تحديد سبب الحريق، حيث لم يسمع صوت المكيفات في تلك الليلة التي كانت الأجواء فيها غير حارة، ولكن البعض قال إن الاحتمال أن تكون النار قد انتشرت في نقطة ما لسبب أو لآخر وانتشرت بسبب مواقد الغاز الصغيرة التي يحتفظ كل واحد من العمال الآسيويين عادة بواحد منها لنفسه، وقد ساعد في سرعة انتشار النيران أن الأسقف من الخشب والحصير القديم.
ويوجد البيت وسط فريج البناية بجد حفص، خلف نادي الشباب القديم وهو ملاصق لعدد من البيوت التي تسكنها أسر بحرينية وهو ماجعل عملية الهدم للبيت تتم بحرص شديد.
وأصدرت وزارة الداخلية بيانا حول الحادث قالت فيه: لقى ثلاثة آسيويين مصرعهم اثر اندلاع حريق في مبنى مكون من دورين يستخدم سكن عمال في منطقة جدحفص، صرح بذلك العميد خالد العبسي مدير عام الإدارة العامة للدفاع المدني، موضحا أنه فور استلام البلاغ في الساعة 14،4 صباح أمس توجهت سيارات الإطفاء إلى موقع الحريق حيث قام رجال الدفاع المدني بمباشرة مكافحة الحريق وتم نشر الآليات للسيطرة على الموقع. مضيفا أنه أثناء البحث والإنقاذ بداخل المبنى عثر رجال الدفاع المدني على ثلاث جثث متفحمة قضت جراء الحريق، وقد تم إخطار الجهات الأمنية المختصة والجهات الأخرى، فيما تم نقل المتوفين إلى المشرحة في مجمع مستشفى السلمانية الطبي.
مشيرا إلى ان جهود رجال الدفاع المدني في عمليات السيطرة من خلال فريق مكون من عدد الضباط المناوبين والافراد من الفنيين والمختصين بالإضافة إلى 3 مقطورات و3 صهاريج ماء وسيارة أجهزة التنفس والرافعة الهيدروليكية، كما أن الإدارة العامة للدفاع المدني باشرت اتصالاتها بالجهات المختصة لإزالة المبنى بعد الانتهاء من أعمال البحث والتحري لما يشكله المبنى من خطورة على أهالي وسكان المنطقة، وقد قامت الجهات الأمنية المختصة بعمليات البحث والتحري في الموقع لمعرفة أسباب اندلاع الحريق. منوها بأصحاب العمل بتوفير اشتراطات السلامة من أجل توفير بيئة آمنة للعمال.